ولادة طفل أنابيب سليم لزوجين مصابين بـ « بيتا ثلاسيميا» في سعد التخصصي
فهد الحشام - الخبر
الفريق الطبي يعلن تفاصيل الحالة النادرة
الاطباء المشاركون في العملية برفقة الطفل ووالده
شهد مستشفى سعد التخصصي بالخُبر ولادة طفل سليم تمامًا، لزوجين سعوديين حاملين لمرض وراثي يطلق عليه اسم (بيتا ثلاسيميا). وقد كلل فريق الأطباء نجاحهم باستخدام دم الحبل السري للمولود لعلاج أخته المصابة بالمرض الوراثي ذاته والمتكافئة معه في الأنسجة وذلك وفقًا لخطة علاجية متكاملة جرى تطبيقها للمرة الأولى في الشرق الأوسط بتقنيات التشخيص المعملي الوراثي (PGD) وأطفال الأنابيب (IVF) .
واوضح مدير معمل التحليل الوراثي بمستشفى سعد التخصصي الدكتور علي الحلاني ان مرض «بيتا ثلاسيميا» هو نقص في بروتين البيتا جلوبين (أحد مكونات خضاب الدم)، وهو من أكثر أمراض الدم الوراثية انتشارًا في المملكة، حيث تصل نسبة الحاملين له (من غير المصابين) إلى 40 بالمائة في بعض مناطق المملكة، بخاصة المنطقة الشرقية وهو من الأمراض المؤثرة سلبًا على دورة الحياة الطبيعية للإنسان حيث تكون مادة الهيموجلوبين في كرات الدم الحمراء لدى المصابين به غير كافية للقيام بوظيفتها.
وينتقل «بيتا ثلاسيميا» بالوراثة من الآباء إلى الأبناء إذا كان الوالدان حاملين للمرض فإن نسبة حدوث الإصابة للمولود 25 بالمائة وإذا كان أحد الوالدين حاملاً للمرض والآخر مصابًا، فإن نسبة حدوث الإصابة للمولود 50 بالمائة ومن هنا يجب اللجوء إلى الفحص المبكر قبل الزواج، ويشمل فحص صورة الدم، وأيضًا فحص «حركة الهيموجلوبين الإلكترونية» (Hemoglobin Electrophoresis)، الذي بواسطته يمكن كشف ما إذا كان الإنسان مصابًا أو حاملاً للثلاسيميا .
واكدت استشاري المساعدة على الحمل والإنجاب وأطفال الأنابيب بمستشفى سعد التخصصي وعضو الفريق الطبي الذي تابع حالة الأم الدكتورة سهام العاكوم أن الزوجين الحاملين لمرض الثلاسيميا بعد أن رزقهما الله عن طريق حمل طبيعي بطفلة سليمة عمرها أربع سنوات، وطفلة أخرى عمرها سنتان مصابة بالمرض، قد طلبا الدعم الطبي لإنجاب طفل آخر سليم، على أن يتم استخدام خلايا الدم الجذعية المستخرجة من الحبل السري للمولود، في علاج أخته المصابة، ويتم تفادي التكلفة المادية لعلاجها، والتي تبلغ 50 ألف ريال سنويًا.
واقترح الفريق الطبي تقنية أطفال الأنابيب (IVF) بالرغم من قدرة الزوجين على الإنجاب الطبيعي وذلك لضمان التمكن من اكتشاف الجنين المصاب واستبعاده في وقت مبكر واختيار الجنين الصالح، غير المصاب والمتكافئ في الأنسجة مع الأخت المصابة .
وبعد تحاليل استغرقت 48 ساعة بمعمل التحليل الوراثي بمستشفى سعد التخصصي تم انتقاء جنينين من الأجنة السليمة والمتطابقة في الأنسجة مع الأخت المصابة وتمت زراعة جنين واحد في رحم الأم في اليوم الخامس لعملية التبويض أما الجنين الثاني فكان بحالة انقسام غير سليمة مما أدى إلى استبعاده وبعد أسبوعين من زراعة الجنين جرى التأكد من ثبوت الحمل وانتقلت الأم بعدها إلى قسم النساء والتوليد بالمستشفى للمتابعة.
ومرت الشهور الثلاثة الأولى من الحمل بدون أي مضاعفات وفقًا لأخصائي المساعدة على الحمل والإنجاب وعضو الفريق الطبي المعالج بمستشفى سعد التخصصي الدكتور مصطفى حسين ، تبين من خلال المتابعة المستمرة أن الحمل طبيعي جدًا، واستمر لمدة 38 أسبوعًا وكانت الأم بحالة جيدة طوال هذه الفترة وبأخذ عينة من دم المولود، وتحليلها بمعمل التحليل الوراثي تأكدت سلامة الجنين، وأنه متكافئ نسيجيًا مع الأخت المصابة. وتم تجميع بعض الدم عن طريق الوريد السري، وحفظه في وعاء دموي مخصص لهذا الغرض، ثم تم نقله إلى أحد المراكز المتخصصة في الحفظ خارج البلاد حتى يتم اللجوء إليه لعلاج الأخت المصابة .
وعن عملية زراعة خلايا الدم الجذعية، المستخرجة من دم الحبل السري للمولود المقرر إجراؤها للأخت المصابة اشار استشاري ورئيس قسم أمراض الدم والأورام بمستشفى سعد التخصصي الدكتور إلياس فاضل الى أن العلاج الجذري لمرض الثلاسيميا يعتمد على تصليح الخلل الكامن في نخاع العظم الذي ينتج خلايا الدم، وذلك باستبدال هذا النخاع عن طريق زرع خلايا دم جذعية من متبرع متطابق، بعد أن يكون المريض قد تلقى علاجًا تحضيريًا مناسبًا. وهذا ما يخطط له في هذه الحالة، حيث تم الحصول على الخلايا الجذعية من دم الحبل السري، وهذه الخلايا من شأنها عند زرعها إعادة تكوين نخاع العظم وبالتالي إنتاج دم سليم. واضاف د.فاضل أن هذه الخطة العلاجية المتكاملة شهدت 3 تحديات الأول هو ضمان ولادة طفل سليم، والثاني انتقاء جنين متكافئ نسيجيًا مع الطفلة المراد علاجها والثالث استخلاص الخلايا الجذعية من الحبل السري وحفظها بطريقة مناسبة من أجل استعمالها لاحقًا في عملية الزراعة المخطط لها.
فهد الحشام - الخبر
الفريق الطبي يعلن تفاصيل الحالة النادرة
الاطباء المشاركون في العملية برفقة الطفل ووالده
شهد مستشفى سعد التخصصي بالخُبر ولادة طفل سليم تمامًا، لزوجين سعوديين حاملين لمرض وراثي يطلق عليه اسم (بيتا ثلاسيميا). وقد كلل فريق الأطباء نجاحهم باستخدام دم الحبل السري للمولود لعلاج أخته المصابة بالمرض الوراثي ذاته والمتكافئة معه في الأنسجة وذلك وفقًا لخطة علاجية متكاملة جرى تطبيقها للمرة الأولى في الشرق الأوسط بتقنيات التشخيص المعملي الوراثي (PGD) وأطفال الأنابيب (IVF) .
واوضح مدير معمل التحليل الوراثي بمستشفى سعد التخصصي الدكتور علي الحلاني ان مرض «بيتا ثلاسيميا» هو نقص في بروتين البيتا جلوبين (أحد مكونات خضاب الدم)، وهو من أكثر أمراض الدم الوراثية انتشارًا في المملكة، حيث تصل نسبة الحاملين له (من غير المصابين) إلى 40 بالمائة في بعض مناطق المملكة، بخاصة المنطقة الشرقية وهو من الأمراض المؤثرة سلبًا على دورة الحياة الطبيعية للإنسان حيث تكون مادة الهيموجلوبين في كرات الدم الحمراء لدى المصابين به غير كافية للقيام بوظيفتها.
وينتقل «بيتا ثلاسيميا» بالوراثة من الآباء إلى الأبناء إذا كان الوالدان حاملين للمرض فإن نسبة حدوث الإصابة للمولود 25 بالمائة وإذا كان أحد الوالدين حاملاً للمرض والآخر مصابًا، فإن نسبة حدوث الإصابة للمولود 50 بالمائة ومن هنا يجب اللجوء إلى الفحص المبكر قبل الزواج، ويشمل فحص صورة الدم، وأيضًا فحص «حركة الهيموجلوبين الإلكترونية» (Hemoglobin Electrophoresis)، الذي بواسطته يمكن كشف ما إذا كان الإنسان مصابًا أو حاملاً للثلاسيميا .
واكدت استشاري المساعدة على الحمل والإنجاب وأطفال الأنابيب بمستشفى سعد التخصصي وعضو الفريق الطبي الذي تابع حالة الأم الدكتورة سهام العاكوم أن الزوجين الحاملين لمرض الثلاسيميا بعد أن رزقهما الله عن طريق حمل طبيعي بطفلة سليمة عمرها أربع سنوات، وطفلة أخرى عمرها سنتان مصابة بالمرض، قد طلبا الدعم الطبي لإنجاب طفل آخر سليم، على أن يتم استخدام خلايا الدم الجذعية المستخرجة من الحبل السري للمولود، في علاج أخته المصابة، ويتم تفادي التكلفة المادية لعلاجها، والتي تبلغ 50 ألف ريال سنويًا.
واقترح الفريق الطبي تقنية أطفال الأنابيب (IVF) بالرغم من قدرة الزوجين على الإنجاب الطبيعي وذلك لضمان التمكن من اكتشاف الجنين المصاب واستبعاده في وقت مبكر واختيار الجنين الصالح، غير المصاب والمتكافئ في الأنسجة مع الأخت المصابة .
وبعد تحاليل استغرقت 48 ساعة بمعمل التحليل الوراثي بمستشفى سعد التخصصي تم انتقاء جنينين من الأجنة السليمة والمتطابقة في الأنسجة مع الأخت المصابة وتمت زراعة جنين واحد في رحم الأم في اليوم الخامس لعملية التبويض أما الجنين الثاني فكان بحالة انقسام غير سليمة مما أدى إلى استبعاده وبعد أسبوعين من زراعة الجنين جرى التأكد من ثبوت الحمل وانتقلت الأم بعدها إلى قسم النساء والتوليد بالمستشفى للمتابعة.
ومرت الشهور الثلاثة الأولى من الحمل بدون أي مضاعفات وفقًا لأخصائي المساعدة على الحمل والإنجاب وعضو الفريق الطبي المعالج بمستشفى سعد التخصصي الدكتور مصطفى حسين ، تبين من خلال المتابعة المستمرة أن الحمل طبيعي جدًا، واستمر لمدة 38 أسبوعًا وكانت الأم بحالة جيدة طوال هذه الفترة وبأخذ عينة من دم المولود، وتحليلها بمعمل التحليل الوراثي تأكدت سلامة الجنين، وأنه متكافئ نسيجيًا مع الأخت المصابة. وتم تجميع بعض الدم عن طريق الوريد السري، وحفظه في وعاء دموي مخصص لهذا الغرض، ثم تم نقله إلى أحد المراكز المتخصصة في الحفظ خارج البلاد حتى يتم اللجوء إليه لعلاج الأخت المصابة .
وعن عملية زراعة خلايا الدم الجذعية، المستخرجة من دم الحبل السري للمولود المقرر إجراؤها للأخت المصابة اشار استشاري ورئيس قسم أمراض الدم والأورام بمستشفى سعد التخصصي الدكتور إلياس فاضل الى أن العلاج الجذري لمرض الثلاسيميا يعتمد على تصليح الخلل الكامن في نخاع العظم الذي ينتج خلايا الدم، وذلك باستبدال هذا النخاع عن طريق زرع خلايا دم جذعية من متبرع متطابق، بعد أن يكون المريض قد تلقى علاجًا تحضيريًا مناسبًا. وهذا ما يخطط له في هذه الحالة، حيث تم الحصول على الخلايا الجذعية من دم الحبل السري، وهذه الخلايا من شأنها عند زرعها إعادة تكوين نخاع العظم وبالتالي إنتاج دم سليم. واضاف د.فاضل أن هذه الخطة العلاجية المتكاملة شهدت 3 تحديات الأول هو ضمان ولادة طفل سليم، والثاني انتقاء جنين متكافئ نسيجيًا مع الطفلة المراد علاجها والثالث استخلاص الخلايا الجذعية من الحبل السري وحفظها بطريقة مناسبة من أجل استعمالها لاحقًا في عملية الزراعة المخطط لها.